بطلي الوحيد


لم يكُن المكان يتّسعُ لفرحتي حين أنجبتُ ابنيَ زيد يوم الحادي عشر من شهر أغسطس، ولكن سرعان ما تحولت سعادتي إلى أسىً حين أخبروني أن طفلي الأول ولد مكفوفاً. في بداية الأمر أصابتني حالة من الانهيار، وحاصرتني المخاوف، وراودتني تساؤلات كثيرة.. فكيف سأحارب هذه العتمة والظلام الموحش؟ وكيف سأتمكن من تعليمه؟ ‫كبر زيد، وكان ينبغي عليّ أن أساعده ليعيش حياته بحرّية، كي يقرأ، ويحلم، ويرى العالم من حوله. ‫اجتهدت كثيراً لأتعلم وأعلمه القراءة بطريقة "برايل"، وكان ذلك صعباً جداً، ولكن ليس أصعب من الحصول على كتب مطبوعة بهذه الطريقة، فجميع الكتب المتوافرة كانت إما مصاحف أو كتب فقه ودين. ‫حاولت البحث كثيراً، فالقراءة كانت في ذلك الوقت هي المتنفس الوحيد لابني الصغير. ‫نصحتني صديقة لي أن أبحث عن مؤسسات أو جمعيات يمكنها مساعدتي، فكانت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال الجهة الوحيدة التي سارعت لتلبية طلبي من دون تردد، وأرسلت لنا مجموعة من الكتب المطبوعة بطريقة "برايل" وكتب مسموعة كذلك. ‫واليوم بطلي الوحيد ما زال يستمتع بهذه الكتب ويبحث عن نفسه بين طيات الكتب ويترقب المزيد من قصص الأبطال الخارقين المشوقة.

سارة، الأردن، 34 عاماً، أم لطفل كفيف

Close Bitnami banner
Bitnami