في ظل النزاعات المستمرة التي تشهدها المنطقة وجميع أنحاء العالم، يقف كلٌّ منّا أمام التساؤل التالي؛ كيف يمكننا المساعدة في تخفيف معاناة المتضررين، والأطفال منهم على وجه الخصوص؟ هذا هو السؤال الذي ألهمنا لإطلاق “مؤسسة كلمات” في عام 2016.
تُترجَم رسالتنا بشغفنا في توفير مظاهر الحياة الطبيعية للأطفال وإدخال الفرحة إلى قلوبهم من خلال الكتب. غالباً ما تكون الكتب هي المواد القرائية العربية الوحيدة المتوفرة أمام الكثير من الأطفال النازحين واللاجئين الذين فرّوا من مناطق النزاع ويعيشون بعيداً عن منازلهم وأوطانهم لفترات طويلة. ويستند التزامنا بتقديم الكتب إليهم إلى إيماننا بقوة الأدب وقدرته على إعادة الأمل إلى حياة اللاجئين، وفتح نافذة أمامهم إلى عوالم المعرفة والخيال الواسع، حتى خلال أصعب التحديات وأقسى الظروف.
رسالتنا هي ضمان ممارسة كل طفل عربي لحقّه في القراءة والوصول إلى الكتب، ولتحقيق هذا الهدف وتلبية هذا الطموح، نسعى إلى توسيع شراكاتنا، حيث يجسد تعاوننا مع الفنان الإماراتي محمد المنصوري التزامنا بتعزيز الإبداع في مساعينا الرامية لتحقيق أهدافنا، فمنتجاتنا التي تحمل تصاميمه الفريدة ستسهم في دعم قضيتنا، وتسهيل وصول موارد التعليم والمعرفة إلى جميع الأطفال.
تعزز الاتفاقية التي وقعناها مع مجموعة “ماجد الفطيم” هذه المبادرة، من خلال تسهيل تأسيس مكتبات للكتب باللغة العربية في مواقع متنوعة، بما يضمن وصول الأطفال إلى مصادر المعرفة والأدب الذي يسهم في تمكينهم. تؤكد هذه الشراكة التزام “مؤسسة كلمات” بنشر ثقافة القراءة، وفي الوقت نفسه، تثبت أن التعاون والعمل المشترك في المجتمعات يصنع فرقاً حقيقياً.
تدعم مثل هذه الشراكات مبادرة “تبنَّ مكتبة” التابعة لـ”مؤسسة كلمات” بشكل مباشر، وهي واحدة من أهم المبادرات التي تسهم في إيصال الكتب إلى الأطفال النازحين قسراً والذين يعيشون في مجتمعات محرومة في عدة مناطق ودول وقارات، منها الشرق الأوسط، وأوروبا، وأمريكا الجنوبية، وأجزاء من أفريقيا. تعمل المبادرة على توفير مكتبات متنقلة يحتوي كلٌّ منها على 100 كتاب باللغة العربية، وحققت تقدماً عظيماً منذ انطلاقها، حيث وزعت 16،700 كتاب في 24 دولة حول العالم، ونجحت في الوصول إلى أكثر من 100 ألف طفل.
نختار المستفيدين بعناية بالغة بناء على احتياجات الأطفال واليافعين وقدراتهم القرائية ومدى استفادتهم من المساهمات التي تقدمها “مؤسسة كلمات”، لنضمن أن تُحدث تلك المكتبات التأثير الإيجابي المنشود سواءً في مخيمات اللاجئين، والمراكز المجتمعية، والمدارس والجامعات، والمكتبات العامة، والمستشفيات، أو المنظمات غير الحكومية، في جميع أنحاء العالم.
حصلت مبادرة أخرى من مبادرات “مؤسسة كلمات” على الدعم، وهي مبادرة “أرى”، التي تم تكريمها بجائزة فئة الإشادة الخاصة من “اتحاد الكتب الميسّرة” (ABC) التابع لـ”المنظمة العالمية للملكية الفكرية” (الويبو)، تقديراً لجهودها في إنتاج المحتوى العربي الميسّر للأطفال المكفوفين وضعاف البصر. يمثل هذا التكريم شهادة على التزام “مؤسسة كلمات” بتحقيق رؤيتها في استخدام المعرفة لتمكين الأفراد والمجتمعات.
لم تكن إنجازاتنا في “مؤسسة كلمات” لتتحقق لولا الدعم الكريم والالتزام الراسخ لأعضاء مجلس إدارتنا السابقين، فالتزامهم لعب دوراً محورياً في تمهيد الطريق نحو إحداث تأثير إيجابي هادف، ونعرب عن امتناننا لكل عضو منهم وتقديرنا لخدماتهم.
مع ترحيبنا بمجلس الإدارة الجديد، نتطلع إلى فرص توسيع نطاق وصولنا وتعزيز تأثيرنا. نحن ملتزمون بالعمل معاً لإطلاق المزيد من المبادرات، وتحقيق التغيير الإيجابي المنشود في حياة الأطفال النازحين والمحرومين، من خلال تمكينهم من الوصول إلى المعرفة وفتح آفاق واسعة أمامهم.